Thursday, November 12, 2009

القطار ما زال يتحرك

"باتى وايت" مبتسمة فى فرتة الحمل الرابع..1983
عندما بدات " دونا جواريز " ممارسة عملها - فى الثامنة صباحا -كممرضة بمستشفى " لاس بالوماس " وقررت ان تبدا بالغرفة رقم14
والسبب انها تحب ان تبدا بالمرضى الهادئيين والاقل مطالب لذا كانت " باتى وايت " من افضل النزلاء فلا يوجد ازعاج ولا كثير من المطالب لان باتى لا تتكلم ولا تتحرك منذ ستة عشر عاما.فهى لا تدرى شيئا عن الدنيا بالرغم انها حية اكلينيكيا.
ما حدث لها مأساة فأثناء وضعها لطفلها الرابع تسربت بعض خلايا الدم الى رئتيها ممى ادى الى توقف قلبها للحظة ثم عاد للنبض مرة ثانية ولكن فى هذة اللحظة انحسر الاكسوجين عن المخ مما ادى الى تلف معين فى خلايا المخ عجز الاطباء عن علاجة.فانقطع الاتصال بدينا البشر فلم يعد يوجد شعور الفرح او الحزن.كل ما كانت تفعلة هو فتح عينها وتحريكها حركة عشوائية وبعض الاحيان كانت تحرك رجليها.ومهما حدث فباتى لم تتكلم ولا تطلب فكانت النزيلة المثالية "لدونا جواريز ".
وفى يوم قررت " دونا " ان تفعل شىء من اجل " باتى " فى مناسبة الكريسماس فذهبت الى غرفة -14- لتدلك لها عضلات جسدها زيادة عن البرنامج المقرر لها , اى كل يومين.وعندما فرغت "دونا " من تدليك اخر جزء "الساق" وضعت جهاز التدليك جانبا واثناء خروجها هول لها انها لم ترتب اغطية الفراش جيدا وعندما وضعت الفراش على المريضة واعطتها ظهرها سمعت صوتا ضعيفا يقول " لا.لا تفعلى ذلك من فضلك.
حينها توقفت " دونا " عن العمل واحست بان خيل لها او اختلتط الافكار.لا يوجد احد هنا سوى " باتى " و " دونا ".ولكن من جديد صوت يقول " لا تفعلى ذلك من فضلك ".انها المعجزة فبعد ستة عشر عاما من النوم فى غيبوبة مستمرة رجعت "باتى " الى الحياة من جديد وفى ثوانى معدودة بدأت غرفة رقم -14- تصبح اكثر الغرف ازدحاما بالممرضات والاطباء خصوصا طبيب "باتى" الذى ظل يعالجها لمدة عشر سنوات ولم ترة وجه اطلاقا
"باتى"وهى تبدو كالتائهة بعد ستة عشر عاما-1999
بالرغم من بطء كلماتها لكن تعبيرها كان صحيحا وعندما لاحظن الدهشة طلبت ورقة وقلم وكتبت اول جملة بعد ستة عشر عاما فكتبت "انى احبك يا أمى"?
كانت امها الوحيدة التى تواظب على زيارتها مرة كل اسبوع وكانت تتحمل مشقة الذهاب الى المتشفى التى تقع على ضواحى المدينة.اما زوجها ويدعى "مارك وايت " كاد يطير فرحا منذ ستة عشر عاما عندما علم بان زوجتة حامل بالرغم انه يمتلك ثلاث بنات " سيندى " , "فلوريس" و "جيسى".ويوم الوضع خرج "مارك" الصغير بصحة جيدة تاركا امه بين اشد لحظات يمكن ان بشعر بها انسان. وبعد ان حصل زوج "باتى" على حكم طلاق من المحكمة بعد ثلاث سنوات من الغيبوبة لانه لم يتمكن من رعاية ارع اولاد وحدة,بدا يظورها هو واولادة الاربعة على فترات متباعدة جدا.
يقول مارك توقعت شيئا ما قد حدث عندما اتصلت بى حماتى فعلاقتى بيها "الحماة" فهى دائما سيئة معى ولم نتكلم حتى هاتفيا منذ عشرة اعوام.توقعت انها تتصل بى لتخبرنى بوفاة "باتى" وعندما اخبرتنى بان باتى افاقت من الغيبوبة ورجعت الى الوعى لم اصدق نفسى ولم اتردد فى الذهاب الى المستشفى فى صباح اليوم التالى مع الاولاد بعد أستقبال الخبر السعيد.وفى اثناء الطريق, كانت المشاعر مختلطة مضطربة بين الفرح , الشك , والرهبة

"باتى" فى اقصى اليمين ,فلوريس" ثم د.اليوت مرقص طبيب الاعصاب المعالج, وسيندى فى الخلف

طلب الاطباء تأجيل زيارة الابناء وعندما دخلت عليها نظرت الى وقالت "صباح الخير " وتحدثنا فى امور عادية.كانت تضحك احيانا وفى الصباح التالى زرتها ولكنها كانت باكية وعندما حاولت السوأل اجشهشت بالبكاء قائلة "لم ارى ابنائى يكبرون...لم ارى ابنائى يكبرون".حينها قررت الاتصال بأبنتى الكبرى وعندما جائت قالت لها "باتى" صباح الخير وكانهما افرتقا من ساعات وحدث المثل مع الابنتين الاخرتان ولكن مع "مارك" الموضوع كان مختلف فهى لم ترة اطلاقا وهو الان فى سن السادس عشر.لمعت عيناه من الدموع قائلا "ماما" وحينها فتحت له ذراعها واحتضنته بشدة كما العصفورة تجضن افراخها.
عندما سمح بطرح بعض الاسئلة سالها زوجها ما اسم الرئيس الامريكيى الحالى فأجابت "جيمى كارتر" وهو ردا طبيعيا "فباتى" تركت دنيا الانسان وهو ما زال رئيسا ولم تعلم بان جاء بعدة ريجان لفترتين , ثم تلاة بوش ثم كلنتون لفترتيين.
وبعد اسبوع من تلاشى الغيبوبة الطويلة نجحت "باتى" ان تنهض من الفراش بنفسها وتظبط مكياجها وملابسها دون اى مساعدة.وكانت الفرحة الكبيرة عندما سمح لها بالخروج الى التل المجاور للمستشفى حتى تستنشق هواء نظيفا نقيا وقبل كل شىء احبت الاختلاط مع الناس
وعندما صعدت الى التل مع والدتها,سالت فى رجاء متى سيسمح لى بالجرى - واتمكن من ذلك - مثل هولاء الاطفال؟؟؟

أجتماع الاسرة من جديد بعد 16 عاما...الواقفون من اليمين "باتى" , مارك(الزوج السابق) , مارك الابن, وامامهم والدة باتى بين سيندى وفلوريس

واخيرا,بدأت السيدة "باتى وايت" فى الرجوع للحياة من جديد وعندما كانت تصبح كل صباح كانت تريد ان تفعل كل ما يحلو لها محاولة فى تعويض ما ضاع من عمر واكنت دائما تقول الحياة تقاس باللحظات الجميلة التى نقضيها مع من نشعر معهم بالحب والسعادة.ولانى اشعر بالحب والسعادة دائما فانا اعوض كل ما ضاع من عمر فى الاسترخاء فالاسترخاء ما هو الا فترة قبيلة لعمل جاد وجميل وسواء فى فترة الاسترخاء او العمل الجاد,القطار ما زال يتحرك ولم يتوقف بعد

*****************************************************

By.Hossam E. Shahien

Advice: Accept you fate to feel satisfied

8 comments:

dr.lecter said...

no hope wout pain

salwa said...

السلام عليكم اخ حسام
لا اله الا الله و سبحانه بحكمته
سلمت يدك
قصة فيها الكثير من العبر
لك داائما اطيب التمنيات
و عيد اضحي مبارك
سلام

shirry said...

oh nice work hossam i like it so much and i like ur advice too cuz it will make every thing more easier
thanx again

mahasen saber said...

سبحان الله قادر على كل شئ

عارف فكرتنى قصتها بفيلم لروبرت دى نيرو كان عن المرضى بالغيبوبه وما بعد استيقاضهم منها

سبحان الله

نـــــور said...

كل سنه وانت طيب:)

♥نبع الغرام♥♪≈ said...

اذيك ياقمر ليك وحشة كبيرة اوووووووووووى

كوووووووووووووووووووووول سنة وانت طيب عيد سعيد عليك وعلى الامة الاسلامية جمعاء
وحشتنى

♥نبع الغرام♥♪≈ said...

كوووووووووووووووووووول سنة وانت طيب

ليك واحشة كبيرة
طمنى عليك

dina said...

بجد سبحان الله
البوست دا بيدينا معنى الأمل..معنى أن مفيش مستحيل و ان الثقة فى رحمة ربنا دايما موجودة
تحياتى