قراءت حديثا فى كتاب عن قصة غريبة بعض الشىء فعندما امر الله عذرائيل ملك الموت ذات مرة بان ينزل لكى يقبض روح احد السيدات فعندما وصل اليها وجدها فى صحراء جرداء ترضع طفلها ذات الايام المعدودات فبكى ملك الموت ولكنه قبض روح المراءة فهذا امر الله. وبعد فترة امر الله ملك الموت لكى ينزل الى الارض ليقبض روح رجل فعندما وصل اليه وجد رجل عجوزا متكئا على عصاة يقف عند الحداد ليطلب منه صنع قاعدة معدنية للعصا حماية لها.وكان يؤكد على الحداد انه يريدها متينة لضمانة بقائها اطول فترة ممكنة وكانه ضمن عمرة.فعندها لم يتمالك عذرائيل نفسة من الضحك متعجبا من ثقة هذا العجوز بانه سيعيش عشرات السنين القادمة ولم يتوقع ان حياتة ستنتهى بعد لحظات.وتروى بقية الحكاية ان الشيخ الذى اضحك عذرائيل هو نفسة الرضيع الذى ابكاة.
تذكرت الحكاية عندما كنت افكر بوالدى -رحمة الله علية-وهو فى ايامة الاخيرة بالمشفى وكيف كانت صحته تحسنت بدرجة عالية و وقع الحديث معى قبل يوم وفاتة الذى كان من المفترض يوم خروجة من المشفى-يا الله-فكنت استقر معه
قال لى هل تعلم ما اول شىء سافعلة غدا؟ قلت له ماذا؟ قال:سوف اقوم بزيارة الطبيب مع اخى الصغير الذى كان يعانى من مرض ما وبعدها ساشترى انبوبة اكسوجين كبيرة واخرى صغيرة لاستعمالها فى الخروج وفى اليوم التالى ساقوم بالتحضير لتجهيز بيتنا بالبلد-الذى يشبة الفيلا الصغيرة-حتى يمكننا البيت فيه فى المناسبات-خصوصا ان ابى كان عاشقا للجو النقى -وسوف اقوم بالسفر معكم-انا وامى واختى الكبرى-الى العريش لمشاركتكما الرأى حيث كانت اختى مقدم لها منحة دراسية بجامعة سيناء وكانه كان يضمن بقاءة حيا الى انتهاء كل هذة الامنيات.فرددت علية قائلا:يا ابى لماذا العجلة وكيف وانت فى فترة نقاهتك تريد فعل كل هذا أنستحق كل هذا الاهتمام منك وانت ما زلت مريضا منهكا؟يمكنك فعل هذا فيما بعد وكاننى كنت متيقن انه سيعيش حتى ينقذ هذة الاحلام.وبالفعل جاء اليوم المنتظر بخبر ولكنه ليس خبر خروجة من المشفى ولكن خروجة من الدنيا وكانت الصدمة فى هذا اليوم بنبأ وقاة الحكيم لحنون.
تذكرت ايضا حادث عبارة السلام الذى سال على ضحاياها الكثير من الدموع و تقهقرت كثير من قلوب الامهات,الاباء,الاخوات,والزوجات.استوقفنى ايضا موقف الناس.الام التى كانت تحمل طفلها على يد وتحاول السباحة باليد الاخرى وقد شربت طفلتها من مياة البحر حتى توفها الله ولكن الام لم تقتنع بان الطفلة التى كانت تصرخ من لحظات قد صمتت والى الابد.ولكن من تحب دون قيد او شرط لم تستسلم. قد قاومت وعلى يدها ابنتها الصامتة حتى عثر عليها رجال الانقاذ وقبل ان تمد اليهم يدها اعطت لهم ابنتها فصرخوا فى وجها بكل برود لقد ماتت ابنتك.وبين عملية الانقاذ للام قد تاهت الابنة المتوفية بين امواج البحر الهائج-وبينما بين اسنان القروش-ولكن الام تريد البحث عن جثة ابنتها حتى تدفنها مثل باقى البشر.
تذكرت ايضا نبيل-الذى كان على نفس العبارة- الشاب الذى كان يعمل بالكويت ليصرف على اهلة وكان عائدا فى زيارة الى مصر ولانه ماهر فى السباحة قد استغنى عن جاكت الانقاذ الى امراة عجوز حيث كانت تتعلق فى رقبتة. قام بحملها فى المياة اكثر من ثلاث سعات وعندما شعر بانها ستاخذة الى المجهول فما منه الا انه استغل اول موجة قادمة حتى تخلى عنها....تصرف بشرى بحت.
تذكرت عندما صحوت من نومى صباحا متاخرا وكان على ان اصلى الفجر قضاء الا واننى قلت لنفسى ساصلى بعد قضاء المصلحة المقصودة-وكاننى ضامن خروجى من البيت اصلا- وفى اثناء المشى الى المكان كان عذرائيل يرفرف حولى ولكن لم يامرة الله بقبض روحى فكانت كل مصيبة تاتى الى كنت اخرج منها كما يقولون ,صاغ سليم,ولكننى غفلت اثناء مشيى مفكرا ماذا لو امر الله الان عذرائيل بان يقبض روحى.ما كان العذر الذى كنت سابرر به جريمتى وهى ترك الصلاة بحجة عدم التاخر على ميعادى.
جاء فى فكرى عديد من الاسئلة:فلماذا يتعلق الانسان كثيرا بالدنيا؟لماذا يريد العيش برغم كل الظروف والمشاكل وعدم الرضا من احوالنا واعمالنا؟لا ادرى ما السبب..اهو ضعف ايمان من البشر؟ام هى غريزة البقاء الذى يعتبرها المحللون النفسيون اهم الغرائز على الاطلاق؟لماذ نسعى وراء اهدافنا ونخسر الدنيا واحيانا الاخرة؟
انا احب الله واعرف انه رحيم ومن مظاهر رحمته انه لا احد يعرف مكان او ميعاد موته ولكن لماذا دائما يتعلق الموت بقبضة الروح والخوف واحيانا الرعب؟.اهو خوف من المجهول المنتظر بعد فراق الحياة؟ ام اهو خوف من الاقاويل حول عذاب القبر وخلاف؟
عند التفكير فى هذة الاسئلة قررت النظر الى الموضوع بشكل اخر وهو ان الموت-على الاقل بالنسبة لى- هو الرجوع الى من خلقنا ولهذا كم من الانبهار اصبت به من حكمة الله وكما قالت والدة الطفلة التى توفت لا احد احن على العبد غير خالقة البار وحينها تاكدت بان الله دائما عند حسن ظن عبدة.
By.Hossam E. Shahien
Note:The Idea Of The Essay Is Adapted From I See,Hear,and Talk Book
Advice:Do Not Waste Time In Vain
Note:The Idea Of The Essay Is Adapted From I See,Hear,and Talk Book